الصفحة الرئيسية
>
آيـــة
{يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا. فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا} كان المشركون يسألون الرسول صلى الله عليه وسلم كلما سمعوا وصف أهوال الساعة وأحداثها وما تنتهي إليه من حساب وجزاء .. ( أيان مرساها ؟ ) أي متى أو أيان موعدها .. والجواب : ( فيم أنت من ذكراها ؟ ) .. وهو جواب يوحي بعظمتها وضخامتها .. فها هو ذا يقال للرسول العظيم : ( فيم أنت من ذكراها) .. إنها لأعظم من أن تسأل أو تسأل عن موعدها . فأمرها إلى ربك وهي من خاصة شأنه وليست من شأنك.
( إلى ربك منتهاها ) .. فهو الذي ينتهي إليه أمرها ، وهو الذي يعلم موعدها، وهو الذي يتولى كل شيء فيها.
( إنما أنت منذر من يخشاها ) .. إن وظيفتك ، وهذه حدودك .. أن تنذر بها من ينفعه الإنذار ، وهو الذي يشعر قلبه بحقيقتها فيخشاها ويعمل لها.
ثم يصور هولها وضخامتها في صنيعها بالمشاعر والتصورات ؛ وقياس الحياة الدنيا إليها في إحساس الناس وتقديرهم: ( كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها ) ..
فهي من ضخامة الوقع في النفس بحيث تتضاءل إلى جوارها الحياة الدنيا ، وأعمارها وأحداثها ، ومتاعها ، وأشياؤها ، فتبدو في حس أصحابها كأنها بعض يوم .. عشية أو ضحاها .
المزيد |